الأحد، 6 مارس 2011

مصر تتحدث للعالمين - أحمد تيمور

أنا مصر أخرج من قمقمى ماردة
أقول لشعبي: لبيك. سعديك
إنى لعينيك من غيبتى عائدة
غفوت قليلا على ساعد الدهر
حتى طوى كى أعود لصحوى عن هامتى ساعدة
وقال انهضى يا أعز البلاد على الله
أنت الكنانة
من رام إيذاءها رده ربنا جثة هامدة
أنا مصر أم الحضارة
شدت منارتها منذ سبعة آلاف عام
وثبت اركانها الخالدة
أنا مصر أول من زرع الأرض واستأنس الحيوان
وباقى الأناسى لاقطة للثمار هنا وهنالك
أو صائدة
أنا مصر أول من كتب الشعر فى الحرب والحب
أول من أنشد الأغنيات احتفالا ببدء مواسمها الحاصدة
أنا مصر أول من روض النهر
حتى تدفق بين أصابعى الطيبات جداول تسقى الظماء
وتلقى النماء على كافة الأصعدة
أنا مصر أول من وحد الله عز وجل
وصلى له وبنى معبده
أنا مصر أول من نحت الصخر حتى احتوى كل معنى بليغ
وأول من نقش الابجدية
أول من للعلا رفع الأعمدة
أنا مصر أول من أوصت الناس
لا تقتلوا النفس. لا تسرقوا الثمرات. ولا تكذبوا
قيمة المرء مخبوءة فى اللسان
وظاهرة اينما هو اخفى يده
أنا مصر أم الحضارات
مصر التى فى ضمير الحياة بداية كل الحكايات
فهى المعلمة الرائدة
أنا حضرة الوعي
لكن غفلت قليلا
أو استغفلت حضرتى قلة فاسدة
صبرت عليها لعل الرشاد يعود اليها
ولكنها أقسمت انها لم تعد راشدة
فصالت وجالت وقالت بانى مت
وصارت الى أبد آبد جذوتى خامدة
وزاد الفساد رويدا رويدا
واحكم حول دمى الفاسدون أنابيبهم
ثم مصوا ومصوا الى ان تشققت الأوردة
وراحوا يضخون من رئتى للفضا الخارجي
هوائي
وكادت سدى تنفد الأرصدة
وظنوا بأنهم القادرون على لى رأسي
إلى حيث شاءوا
ولم يعرفوا انهم داخل المصيدة
وراحت خناجرهم تقطع اللحم مني
وقد كان طعما سكوتي
الى أن قلبت على أم رأسهم المائدة
صبرت طويلا عليهم
ومن شيمى الصبر مثل الجمال
ولكننى اخر الأمر أغضب غضبتى الحاشدة
أنا مصر ارجع من اسر زنزانتي
وعلى هامتى تاج مجدي
فلم اك يوما سوى الحرة الماجدة
أنا عدت استأنف السير فى ردهات قصوري
وأعلن أنى هنا وحدى السيدة
أنا عدت من رحلتى فى الدجى والهجير
أرمم سقفى وسوري
وأفتح أبوابى الموصدة
أكفكف دمع صغيرى بكف
وأرفو جراح كبيرى بكف
فكلهم من حشاي
وليس سواى لهم والدة
أنا مصر عدت من السجن والنفى والعارض المرضي
لاشغل كرسى فى العالم العربي
فانى له الوحدة القائدة
تخلفت بعضا من الوقت عن منصبي
وقد يخلف البرق عن مزنه موعده
ولا يخلف الفجر موعده أبدا
إنها دورة الأرض من حول شمس
على دوران مواسمها شاهدة
أنا إذ نهضت
نفضت من الماء للماء خارطة للعروبة
راكعة لطواطمها ساجدة
أنا مصر عدت فعادت الى جسد العرب الروح
كانت بدونى العروبة عصفورة شاردة
وكانت صقور التشهى لأوصالها
لجميع أناشيدها طاردة
أنا حين ثرت. تفجرت الأرض حولى براكين طيبة
وزلازل تقتلع النظم البائدة
أنا عدت
فاستبشرى أمتى العربية من طنجة للمنامة
حين يصح الفؤاد تعم على سائر البدن الفائدة
أنا مصر ثرت
فألهمت الثورة العالم الآن
كيف يكون التحرر فعلا نبيلا
وكلمته قيمة سائدة
ترى الثائرين كموج البحور
عفيا نقيا يفور
ويغسل شطانها من شوائبها الراكدة
الا انظر الى الثائرين
تكاد تراهم ملائكة من جنان السما وافدة
تكاد ترى فى عيونهم الحلم رايا ورؤيا
ملامحه فوق احداقهم واحدة
شبابك يا مصر عاد اليك
خذيه بحضنك يدفئك
كم مر ليل طويل عليك
وأنت عجوز تلملم أطرافها الباردة
شبابك يا مصر عاد اليك أخيرا
وصار فؤادك ميدان تحريرنا
قبلة الافئدة
شبابك يا مصر عاد اليك أخيرا أخيرا
فقومى لربك من رقدة الموت
فى بردة البعث
شاكرة حامدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق