الجمعة، 4 مارس 2011

رسالة في فنون الضرب - عبدالرحمن يوسف

اضرب
اضـرب فـلـسنا نخاف السوط والوجع
اضـرب لأنـك تـبـدو خـائـفـا جـذعَ
الـضرب قـشةُ قـَسمِ الـظـهـر فـي بـلدي
فـاضـرب فـما كـنت في ذا الأمـر مـبـتدعَ
واضـرب بـرأسـك حيـطـانـا وأعمـدة
واضـرب بـظـلـمـك أحزابا ومـجـتـمـعَ
الـضـرب بـالـكـف سـهـل إن صـبـرت لـه
والـضـرب بـالـحـرف دومـا يـورث الـهـلعَ
فـاضـرب بـكـفـك طـول اللـيـل تـوأمـهـا
حـتـى بـدوت كـمـا في أهـلـه فـجـعَ
الـضـرب بالـصـفع في أرضـي مـخـاطـرة
كـم قـد رأيـنـا مـرارا صـافـعـا صـفـعَ
واضـرب بـلـيـلك أخماسا لتـسـكتـنا
تـرى الـنتيـجـة صـوت الحـق مـرتـفـعَ
كـم مـارس الضـرب قـواد وعـاهـرة
كـلا همـا لـصـنوف العـهر قـد رضـعَ
فـاضـرب دفـوفـك يـا مـغـوار بـلـدتـنـا
ونـم بـنـصـرك طـول اللـيـل منـخـدعَ
لا الضـرب يـجـدي ولا الأجـنـاد تـرهبـنـا
كـم ضـارب قـد دفنا بـعـد مـا قـمـعَ

*****
وفـر سـياطـك لـيـس السـوط يـرهـبـنـي
واضـرب لتـسـكت شـعـري فـي الـدجـى الـودعَ
يا من بدا بارعا في ضـرب إخوته
لـكـن بـضـرب عـدو الأرض مـا بـرعَ
راقـب خـطـاك فتـلـك الأرض نـاقـمـة
والأرض تـطـرح دومـا جـنـس مـا زرعَ
يـكـفـيـك مـا قـد جـمـعـت العـمـر مـن عـرقـي
يـا مـن خـزائـنـه لا تـعـرف الشـبـعَ
لا تـعـرف الـزهد إلا في كـرامـتـنـا
وان بـدا مـالـنـا تـبـدي بـه طـمـعَ
مـازلـت تـضـرب إخوانا بـأخـوتـهـم
حـتـى ظنـنـت بـأن فـَـرّقـتـنا شيعَ
اليـوم كـل رجـال الـحـق قـد وقـفـت
فهـل فـرق الـضـرب هـذا الـشمـل أم جـمـعَ

****
وحـتـى كـل جـنـود الـرفـض فـي بـلـدي
فـاشـكـر لـضـاربـنـا وافـرح بـمـا صـنـعَ
مـازلـت تـكـره صـوت الـحـق مـتـزنـا
وتـكـره الـخـيـر والإحـسـان والـورعَ
الـظُـلـم نـار عـلـى الـظُـلّامِ تـحـرقـهـم
مـهـما بـدا عـرشـهـم بـالـجـنـد ممـتـنـعَ
فـاحـذر مـن الـنـار إن الـنـار مـحـرقـة
ولـتـرتـدع مـرة إن كـنـت مـرتـدعَ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق