الأربعاء، 2 مارس 2011

المستشار فؤاد راشد : مولانا مدير الأمن وحذاؤه !!!

لفرط ذهولي أعدت رؤية وسماع المشهد عدة مرات , رأيته منفعلا غير مصدق ثم هدأت وعدت لأري وأسمع , ضابط هو مدير أمن البحيرة يتحدث بلهجة متوترة متعالية متعجرفة كأنه صنع من نور ونار وليس مثل كل خلق الله جاء للدنيا من ظهر أبيه ورحم أمه , بدا الرجل منفعلا واثقا ممايقول فأكد المعني أكثر من مرة مقررا أنه هو ورجال الشرطة أسياد المصريين وأن الحديث عن مساءلتهم هراء ودعاية فارغة لذر الرماد في العيون أو مجرد شائعات وأن أي مصري – من طبقة العبيد قطعا لأنه لا أسياد الافي مواجهة عبيد – تمتد يده بالسوء الي سيده لابد من بترها لا لوقوع خطأ يوجب المساءلة وانما لأن اليد التي امتدت هي يد عبد وضيع أثيم وأن من امتدت اليه اليد هو السيد العالي الرفيع !!!
ولا أعرف أي مرض نفسي ينتاب بعضنا لمجرد أنه تحول من مواطن الي صاحب سلطة , وقد عاينت من ذلك وعانيت الكثير عندما كنت مديرا لاحدي النيابات , وأذكر واقعة مما لاحصر له من الوقائع مع تسليمي بوجود من لايحصون من رجال الشرطة الأفاضل , فقد دخل الي مكتبي أحد الناس بزي تقليدي ممايرتديه أهلنا الفلاحون وقدم لي شكوي يتضرر فيها من سوء معاملة أحد الضباط له وكان المأمور يجلس بمكتبي واستشهد الرجل به مقررا أنه لجأ اليه ولم ينتصف له من الضابط المشكو , وخرج الرجل وراح المأمور يتكلم كلاما عاديا وأنا أنصت اليه الي أن القي علي مسامعي جملة غريبة صاعقة اذ تطرق الي وصف الرجل بأنه ( فلاح حقير ) !! ووجمت وبدا الغضب الشديد علي وجهي , ثم قلت له كيف تصف الرجل بالحقارة لمجرد أنه فلاح وأنت مثلي من أبناء الفلاحين , وتلعثم الضابط وراح يبرر قوله الشائن ولعل المضحك أن والد المأمور أيضا كان فلاحا وان كنت لا أعرف هل هو بدرجة ( حقير ) أم لا !
هذه الظاهرة المرضية الغريبة تنتشر خاصة بين محدثي النعمة ممن تقلدوا مناصب تعطيهم سلطات هي في الأصل لخدمة خلق الله والأصل أنهم جاءوا من بين الناس وليسوا مستوردين من خارج مصر ولكن الأخلاق سرعان ماتتبدل وتهبط هبوطا مزريا , ولقد أخبرني صديق بأحد البنوك أن أحد هؤلاء كان يذهب الي البنك ومن خلفه من يحمل علبة سجائره والولاعة في مشهد من مشاهد الكوميديا السوداء !
سب الباشا المدير كل أهل مصر عدا هو وطبقة( الأسياد ) التي ينتمي اليها , ولأن الداخلية ومن علي رأسها بل ولأن الوزارة ومن علي رأسها لازلوا مبرمجين علي أدائهم القديم وان أعطوه مسحة طلاء خارجي يؤدي دور المسكن والديكور فقط دون مساس بالجوهر , فقد جاء رد الفعل باهتا مخزيا مؤسفا اذ نقل الشتام السباب الذي أهان نحو تسعين مليون انسان بنقل سيادته فلا هو أوقف عن العمل ولا أحيل الي الاحتياط ولا الي محاكمة عسكرية ولامدنيه , فقط اتخذ اجراء مسكن ريثما تمر العاصفة ويعود الرجل معززا مكرما الي مكان أفضل من مكانه الأول , ولم لا وعلامات الاستفهام تلاحق الكثيرين ممن يقودون العمل العام في مصر دون مساءلة .
انني أتقدم ببلاغ الي النائب العام المصري وأطلب علي نحو جازم أن يجري التحقيق الجنائي فيما نسب الي الضابط المذكور باعتباري مصريا شملته الاهانة واتخاذ الاجراء القانوني لمحاسبته وأحتفظ بحقي في الرجوع عليه بالتعويض المدني , كما أطلب أيضا وعلي نحو جازم من وزير الداخلية احالة الضابط المذكور للتحقيق الاداري واتخاذ الاجراء القانوني الواجب حياله , لاتفضلا من الوزير وانما لأنه ان لم يفعل وعلي نحو جاد يصبح شريكا في اهانتنا ولن نكف عن المطالبة بمحاسبته هو الآخر ,
وللضابط المذكور وطبقة ( الأسياد ) التي ينتمي اليها أقول أنتم خدام الشعب وهو من ينفق عليكم وصاحب الفضل فيما تناله أيديكم من أموال وامتيازات , ومن يري لنفسه مقاما فوق هذا المقام فليرحل ويريحنا من مرضه وغروره وعنجهيته الفارغة !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق