الأربعاء، 15 فبراير 2012

كيف يفكر الإخوان المسلمون؟ عبد الرحمن يوسف

اليوم السابع - 15/2/2012

سيظن (غير الإسلاميين) أن هذه المقالة دفاع عن الإخوان المسلمين وعن التيار الإسلامى، وسيظن الإسلاميون والإخوان أنها هجوم عليهم، وهذا من أعراض الاستقطاب الهمجى الذى نراه على الساحة السياسية الآن.

لذلك أحب أن أوضح أن هدف المقالة توضيح كيف يفكر التيار الإسلامى، وذلك بهدف أن يفهم الشباب (خصوصاً شباب الثورة) تصرفات الإسلاميين فى البرلمان، وفى مواقفهم السياسية المختلفة.

لا بد فى البداية أن نعرف أن أى عضو فى جماعة الإخوان يعتبر أن معركته ضد النظام قد بدأت فى عام 1928، وهو العام الذى أسس فيه الإمام الشهيد حسن البنا جماعة الإخوان المسلمين.

وكان ذلك هو الفصل الأول من المعركة (فصل التأسيس)، وقد استغرق عقدين من الزمان تقريبا، وانتهى باستشهاد الإمام البنا فى عام 1949.

الفصل الثانى من المعركة يبدأ بعد ذلك، وينتهى فى عام 1954، أى بعد أن استولى الضباط الأحرار على السلطة منفردين وقلبوا للإخوان ظهر المجن.

الفصل الثالث يمتد من تلك الفترة التى حُظِرت فيها الجماعة إلى عام 1965، وكانت محنة عانى فيها الإخوان، ولكن ما بعدها كان أشد.

الفصل الرابع يبدأ من عام 1965 وهو أكبر المحن فى أدبيات الجماعة، حيث تم اعتقال كل أعضاء الجماعة، وتعرض الجميع لتعذيب بشع فى سجون ثورة يوليو، ولم تنته هذه الفترة إلا بمجىء السادات، حيث أفرج عن الإخوان المسلمين وبدؤوا بالعمل مرة أخرى، وضموا لتنظيمهم بعض التنظيمات الإسلامية الموجودة خارج السجن، وكان على رأس هؤلاء الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، حيث دخلها هو ومن معه، ويعد بعض المؤرخين هذه الفترة بمثابة طور تأسيس جديد للجماعة، وهذا هو الفصل الخامس.

الفصل السادس هو عهد مبارك بكل ما فيه من مد وجزر.

من كل ما سبق، نستطيع أن نفهم أن الإخوان المسلمين فصيل سياسى (باله طويل جداً)، فهو فى معركة سياسية دعوية عمرها يقارب قرنا من الزمان، وفصولها القصيرة عدة سنوات، وفصولها الطويلة عدة عقود.

لكل ذلك لا بد أن يفهم شباب الثورة كيف يفكر الإخوان المسلمون، فهم يستحضرون تاريخا طويلا من المعارك والآلام والآمال والإحباطات والدماء والثأرات، بينما يتحرك شباب الثورة بلا تاريخ، وبلا تجارب، فى اتجاه نور يشع فى آخر النفق.

لا مانع عند الإخوان أن تستغرق عملية تنازل العسكر عن السلطة عدة أعوام، مقابل أن تنتهى لصالحهم، فهم بطبيعتهم يدركون جيدا أن هذه المعارك تحسب بالأعوام لا بالأشهر.

ما أراه أن الإخوان كجماعة تتحرك أبطأ بكثير من اللازم فى هذه المرحلة، وفى عقلها السياسى معركة عام 1954.

وأعتقد كذلك أن شباب الثورة يتحركون أسرع بكثير من طبيعة المرحلة، يدفعهم فى ذلك رومانسية ثورية طبيعية فى هذه المرحلة.

حركة الإخوان (البطيئة) بحاجة إلى دوافع الرومانسية الثورية.

واندفاع شباب الثورة بحاجة إلى (كوابح) تجارب الإخوان المسلمين.

لو جلس الطرفان واتفقا فسيكون ذلك فى صالح الثورة، وفى صالح الإخوان، وفى صالح مصر.
نسأل الله أن يكتب الخير لهذا البلد.

http://www2.youm7.com/News.asp?NewsID=602835#.Tzt4x1-saJJ.facebook

الأحد، 12 فبراير 2012

شِدّ حيلك أُمّال يا عم جلال - عمر طاهر

جريدة التحرير - 12/2/2012

عم جلال عامر لم يكتب مقالا اليوم لأنه فى العناية المركزة، عم جلال بيناغشنا علشان يعرف غلاوته، لأ إنت غالى يا عم جلال وإنت عارف، وأنا شخصيا كلى ثقة بالله أن العم جلال سوف يستعيد نشاطه سريعا ويعود أفضل مما كان ليحيّرنا كعادته بألعابه الذهنية اليومية التى تفتح الأمخاخ وتجعلنا نطل على المشهد من زوايا جديدة، ولأننى واحد من كثيرين اعتادوا أن يبدؤوا يومهم بمقال العم جلال فالمساحة اليوم مخصصة لبعض من أقوال العم جلال، مجرد تصبيرة لى كواحد من محبيه مش حِمل الهزار التقيل بتاعك ده يا عمنا.

يقول العم جلال:

إذا رأيت ضابطا يكهرب ابنى فسوف أهنئه وأقول أمام النيابة إن ابنى كان فاصل شحن.

كل الناس يضربون عن العمل لرفع الأجور ولا أحد يضرب عن الطعام لخفض الأسعار.

نحن نطالب بدولة مدنية وليس ببدلة مدنية.

غياب الأمن يصنع الفوضى وغياب العدل يصنع الثورة.

عندنا فى مصر استبدال «صمام القلب» أسهل من استبدال «النظام»، فالأولى تحتاج إلى «مجدى يعقوب» والثانية تحتاج إلى «صبر أيوب»..!

عزيزى المواطن:

ليس من حقك أن تتطلع إلى منصب مهم فى بلدك… فهو مثل مقاعد الأوتوبيس مخصصة لكبار السن فقط.

الحكم هو عنوان الحقيقة، والمتهم برىء حتى تتخلى عنه الحكومة.

لا تصدق العريس فى فترة الخطوبة ولا المرشح فى فترة الدعاية.

سؤال: لماذا يتحدث هؤلاء عن حيض المرأة أكثر مما يتحدث أطباء النسا؟ ولماذا عن ملابس المرأة أكثر مما يتحدث مصممو الأزياء؟ الإجابة عند علماء النفس.

آلو.. أيوه يا حبيبى.. عندنا انتخابات شورى وانتخابات شعب وانتخابات رئاسة، مش فاضل غير «العيش» هاته وإنت جاى.

هذا البلد المتعجرف ليس فيه حزب أو جماعة أو تنظيم يعبر حقيقة عن الغلابة ويدافع عنهم ويجعلهم دائما محل تقدير أو محل احترام أو حتى محل كشرى.

البعض يعتقد أن ما حدث ليس «ثورة شعبية» ولكن مجرد «بث تجريبى» لذلك فإن ما نراه ليس هدم نظام قديم.

قد سبق الإخوان الجميع كالعادة وأعلنوا ضِمنًا وفاة الثورة بعد حصولهم على ما طالبوا به لأنفسهم وأكثر.

الثورة سوف تعيش عندما يتخلى المجلس العسكرى قليلا عن الغموض، فهو يدير عملية سياسية وليس عملية عسكرية.

الثورة سوف تعيش عندما تصبح رغبة العمل أقوى من شهوة الانتقام وعندما يصبح الشعب والشرطة «إيد واحدة» وليس «إيد وقَفَا».

إذا انقطعت المياه عنك وأنت تستحم فقد تخرج على السلم بالصابون وتصرخ لتنادى على الجار، لكن لا يمكن أن تنادى على إثيوبيا.

نحن ديمقراطيون جدا.. تبدأ مناقشاتنا بتبادل الآراء فى السياسة والاقتصاد وتنتهى بتبادل الآراء فى الأم والأب.

http://tahrirnews.com/مقالات/شِدّ-حيلك-أُمّال-يا-عم-جلال/

سوف نعبر هذه المحنة - آخر مانُشر لجلال عامر

المصري اليوم - 9/2/2012

بالحب وحده سلمت قلبى إليك وبدون إيصال، وعندما تغرب الشمس ويجىء القمر يظهر المحبون ويختفى رجال الشرطة، وبعد سهر الليالى لا نأخذ من الحب سوى خطابات دون توقيع، وصور دون إهداء، وذكريات بلا ملامح، لكن يبقى من عشق الوطن خريطة لا تتغير وتاريخ لا يموت.. فعبر التاريخ يموت المواطن من أجل الوطن وليس العكس..

وسوف يعبر الوطن هذه المحنة لأنه «مصر» التى لا يعرف قيمتها بعض المصريين ومعظم المسؤولين الذين أخفوا أنابيب الغاز وأظهروا قنابل الغاز، وسرقوا من قلوبنا الفرحة ومن أيدينا الثورة.. سوف نعبر هذه المحنة عندما نرفض سقوط مواطن أو سقوط مؤسسة.. وعندما يتوقف التراشق بين السلطة التشريعية والسلطة القضائية، فعندنا برلمان لم يجئ لصنع المستقبل، لكن لتصفية حسابات الماضى مع الفن والشرطة والقضاء.. حسابات ليس لنا فيها ناقة أو جمل..

وسوف نعبر هذه المحنة عندما ينعدل خيال الظل (التليفزيون) ويختفى الأراجوز (رجل كل العصور) الذى أصبح معارضاً عندما أصبحت المعارضة مجاناً أو بمكافأة شاملة، وعندما يتوارى الزعماء والمفتون والمحللون ويعود المواطن العادى.. سوف نعبر هذه المحنة عندما تصبح مدرجات الجامعة أهم من مدرجات الكرة، ومعامل البحث العلمى أهم من مكاتب البحث الجنائى، وعندما نعرف أن أسوأ ما فى «الأمة» هو «الأمية»..

وإذا عرفنا الله من أجل «الصالحات» وليس من أجل «الانتخابات».. سوف نعبر هذه المحنة لأننا أبناء من عبروا المستحيل، وسوف يتوقف التاريخ طويلاً أمام هذه الفترة للبحث عن «عسكرى مرور» فإذا كانت الأحداث عند لاظوغلى فلماذا يختفى العسكرى من ميادين أسوان؟!.. سوف نعبر هذه المحنة عندما نعرف أن الضابط ليس «قابيل» والثائر ليس «هابيل» فلا يلوح هذا بـ«العصا» ولا يلوح ذاك بـ«العصيان».. سوف نعبر هذه المحنة بقطع إجازة «العقل» واستدعاء «الحب» ليوقع على خطاباته ويكتب لنا إهداء على الصور ويترك لنا ذكريات مبهجة.

http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=327653

الجمعة، 10 فبراير 2012

لماذا لم تنجح الثورة إلى الآن؟

(من خطبة الجمعة –10/2/2012- مسجد الألفي بك بالحلمية الجديدة)

1-       عدم وحدة الصف وخلوص النوايا، ومثل غزوة أحد انقلب النصر هزيمة (حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَة).



2-       عدم إتباع الحق، فيُصدقُ فرعون ويُكذبُ موسى (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ).



3-       اندساس المنافقين، كقصة الإمام مالك بن دينار حين وعظ من حوله ممن يستمعون إلى درسه في المسجد حتى أبكاهم، وعندما أرد القيام من حلقة الدرس انتبه فإذا بمصحفه قد سرق , فقال كلمته المشهورة "ويحكم كلكم يبكي؛ فمن سرق المصحف؟!"



4-       التنصل من المسئولية وإلقاؤها على الأطراف الأخرى، والواجب أن يبدأ كل طرف بإصلاح شأنه (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ).