السبت، 6 نوفمبر 2010

نبذة عن بعض التغيرات الرمية

نبذة عن بعض التغيرات الرمية

الرسوب الدموي

الرسوب الدموي هو تلون الجسم باللون الأحمر البنفسجي عادة في الأماكن المنخفضة من الجسم بسبب تجمع الدم في الأوعية الدموية الصغيرة في تلك الأماكن نتيجة الجاذبية الأرضية. تبدأ عملية الرسوب الدموي مباشرة بعد توقف القلب عن العمل، ولكنها تبدأ في الظهور على الجسم عادة بعد نحو نصف ساعة إلى ساعتين بعد الوفاة على هيئة بقع ‏تلون منتشر في الأماكن المنخفضة من الجسم. تتسع هذه البقع وتتطور تدريجيا و تتحد حتى تشكل تلونا يشمل أغلب الأماكن المنخفضة من الجسم بحدود 8-12 ساعة بعد الوفاة. و في حدود هذا الوقت يقال من الناحية الطبية إن الرسوب الدموي أصبح ثابتا، و يقصد هنا أن الرسوب الدموي لا يعود إلى التشكل أو الظهور مرة أخرى فيما لو تغير وضع الجثة من الوضع الذي كانت عليه إلى أي وضع آخر. و غالبا يصبح الرسوب الدموي في حالة الثبات عندما يفقد الدم حالة السيولة بسبب تكسر كريات الدم الحمراء وتسربها من الأوعية الدموية إلى الأنسجة المحيطة بها، و يحدث هذا الثبات غالبا من الناحية الطبية بحدود 8-12 ساعة بعد الوفاة.

عادةً ما يكون لون الرسوب الدموي في الوفيات الطبيعية أحمرا بنفسجيا، و أي تغيير في اللون عن ذلك يجب أن يثير لدى سلطات التحقيق و الخبراء المختصين الشبهة في سبب الوفاة. فمثلا اللون الوردي عادةً ما يظهر في الوفاة الناجمة عن التسمم بغاز أول أكسيد الكربون، و اللون الأحمر الزاهي يمكن أن يشاهد في وفيات التسمم بالسيانيد أو الموت بسبب الصقيع، و اللون الباهت يشاهد في وفيات النزف الدموي أو الصدمة العصبية. أما بالنسبة للون الأزرق أو البنفسجي الداكن فيمكن أن يشاهد في وفيات الاختناق، ولكن هناك العديد من الوفيات الطبيعية التي يمكن أن يتلون الرسوب فيها بذات اللون؛ كالوفيات الناجمة عن قصور الشرايين التاجية وغيرها، كما أن لون الرسوب الدموي يمكن أن يتغير بمرور الوقت بعد الوفاة.


التيبس الرمي


التيبس الرمي هو تصلب عضلات الجسم الإرادية و اللاإرادية بعد الوفاة، نتيجة اختفاء مركب الأدينوسين ثلاثي الفوسفات من العضلات. و يبدأ حدوث التيبس الرمي في جميع عضلات الجسم عادة في الوقت نفسه، إلا أن ظهوره ومشاهدته تكون في العضلات الصغيرة أولا، ثم يتدرج ظهوره إلى أكبر العضلات ثم التي تليها حتى يشمل جميع عضلات الجسم، لذلك نرى أن التيبس يظهر في عضلات الوجه أولا ثم عضلات العنق ثم يمتد إلى عضلات الصدر والبطن فالأطراف العلوية ثم الأطراف السفلية، والتيبس قد يصيب عضلات حدقة العين ويسبب ضيقا أو صغرا في فتحتها بعد أن كانت متسعة لحظة الوفاة بسبب ارتخاء عضلاتها، لذلك يجب ألا يعنى الطبيب بسعة فتحة حدقة العين بعد الوفاة، لأنها مسألة تتعلق بأمور عديدة منها ارتخاء العضلات أو تيبسها.

يبدأ ظهور التيبس الرمي على الجثة عادة بعد مرور ما بين 2-4 ساعات على الوفاة ويكتمل ظهوره ليشمل جميع أنحاء الجسم خلال فترة زمنية تقدر بنحو ما بين 6-12 ساعة بعد الوفاة. وغالبا يبدأ التيبس بالزوال في الوضع الطبيعي عند حلول التعفن والتحلل في الجثة، إلا أنه قد يزول أحيانا من جزء من الجسم قبل حلول التعفن أو التحلل إذا حرك هذا الجزء من الجثة بعنف، حيث يفك التيبس عن هذا الجزء ولا يعود هذا الجزء من الجثة إلى التيبس مرة أخرى، وعادة من الناحية الطبية يظهر التيبس في الأجزاء المتماثلة من الجسم في الفترة الزمنية نفسها، حيث عادة يظهر التيبس في الأطراف العلوية (اليمنى و اليسرى) في الفترة الزمنية نفسها كما يظهر التيبس في الأطراف السفلية في الفترة الزمنية نفسها أيضا.

العوامل المؤثرة في التيبس

إن سرعة ظهور التيبس الرمي أو تأخر ظهور و مدى انتشاره و بقائه على الجسم ‏تتأثر غالبا بالعديد من العوامل الداخلية والخارجية التي يجب مراعاتها عند تقرير الفترة الزمنية للتيبس، ومن أهم تلك العوامل:

1) درجة حرارة الجو: حيث يسرع التيبس في الظهور على الجثة في الجو ذي درجات الحرارة العالية. و يبطئ أو يتأخر في الظهور كلما انخفضت درجة الحرارة، حتى إنه قد يتوقف عن الحدوث أو الظهور في درجة الصفر المئوي، ويظهر مكانه قسوة في العضلات سببها تجمد سوائل الجسم والعضلات التي تدعى من الناحية الطبية التيبس البرودي أو الانجماد.

2) درجة حرارة الجثة: حيث يسرع ظهور التيبس في الوفيات التي صاحبها ارتفاع في درجة حرارة الجسم كما في الحالات الالتهابية المختلفة.

3) الجهد الجسماني: يظهر التيبس الرمي سريعا ومبكرا عادة في الأشخاص الذين بذلوا جهدا جسمانيا شديدا قبل الوفاة أو في الوفاة العنيفة المصحوبة بجهد جسماني، وكذلك في الوفيات التي يصاحبها حدوث تشنجات عضلية شديدة كما في وفيات التسمم بالستركنين أو حالات الصدع أو حالات الكزاز حيث إن التشنجات العضلية المصاحبة للوفاة ‏تسرع غالبا في تلف مادة الأدينوسين ثلاثي الفوسفات.

4) النمو الجسماني والحالة العضلية للجسم: عادة يظهر التيبس الرمي أسرع في الأجسام ذات البنية العضلية الضعيفة أو الأجسام النحيلة، لذلك نجده يظهر مبكرا ويزول بسرعة في أجسام الكهول والأطفال، ويبطئ ظهوره في الأجسام ذات البنية العضلية الشديدة والقوية والبدينة.

5) الحروق (حروق التفحم): الحروق الشديدة عادة تحجب ظهور التيبس الرمي في الجثة، ويحدث في عضلات الجثة تجلط للبروتين في العضلات، ويسبب هذا التجلط الحراري لبروتين العضلات قساوة وتصلبا وانكماشا في عضلات الجسم وخاصة عضلات الأطراف العلوية والسفلية، وتظهر الجثة غالبا بهيئة الملاكم نتيجة ثني المفاصل بسبب شد العضلات بسبب الحروق الشديدة وانكماشها، و تسمى هذه الظاهرة في حالة حدوثها بالتيبس الحراري الذي غالبا يبقى حتى تبدأ الجثة في التحلل.


المصادر:

المعايطة، منصور عمر (2007): تغيرات الجثة بعد الوفاة و دلالاتها الطبية والجنائية، في: الطب الشرعي في خدمة الأمن والقضاء. جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض. صفحة 77-100

هناك تعليق واحد:

  1. شكراً جزيلاً على هذه المعلومات ..جزاك الله خيراً

    ردحذف