الأربعاء، 25 نوفمبر 2009

تخاطيف من قصيدة:«الاستعمار العربى» - عبد الرحمن الابنودي


المواويل



كِتفى الحنون اتخلق.. تسند عليه راسك


ساعة الشدايد وغير ده تهيننى حُراسك


على الحدود أتصلِب تضربنى بمداسك


عمرك ما فكرت فى إحساسى ولا ثانية


ضاع منى إحساسى خوْفاً لاجْرح احساسك


■ ■ ■


لا اعرف أعيشها لوحدى ولا الرفاق نِفْعوا


بات الوطن باكى خايف يفضحه دمعُه


قابيل وهابيل لقولهم حِته يتصارعوا


والقلب لو أنّ سيبه يرن مين سامعُه؟


ع الأرصفة قاعدة تندغ كِبْدها الأمة


ويا كدبها.. زى ليل.. سعران أكل شمعُه


■ ■ ■


اكتم أنينك.. وغطّى الأمة بتيابْها


أمّة.. بتقتل صادقها.. وتحمى كدّابها


حنّت لجزم الغريب تانى على ترابها


الأمة لماتكون مالهاش كبير يا ناس


تنتظروا مين ع الذنوب تانى يحاسبها؟


■ ■


التخاطيف


قاعد أنا ع الجِسْر.. فى القَيَّالة


والرحمة..من قلب اللّهيب مِتشالة


باطلّ على حالي


وقلبى.. ساقيةَْ حِزن سَيالة


باغني ما اعْرف مغْنَى والاّ عَديد


زى افتكار الميتين فى العيد


باعاني وحداني


شياطينى لابْساني


والأمة قدّامى مفارقاني


يا.... ربّ


ما تحبِّبنى فى الناس المُلاح تاني


يا رب..


ما ترجّعنى أعشق ضحكة اخواني


ولا دُعا أمي


وهيّه بتصلّي.. وبتسمِّي


يا.... ربّ.. كرهنى فى أوطاني


يا رب.. كرهني


فى طهارة اللقمة


وأمانة الكلمة


وفى كل شىء طيب وإنساني


■ ■


قاعد أنا والشمس كلّها غِل


ّبيسْتخبى تحت توبي الضِّل


أجْترّ همّى بشكل حيواني


يا.. رب.. ما ترجعنى أعشق خِلَ


نشِّف عروق الودّ فى صوتي


واكتب بإيدى تذكرة موتي


ألا الهوى العربى يا ربى يعِلّ


ألاّ عروبتى هيّه أكفاني


يا رب كرهنى فى شهامة الرجال

والصبر ع الأحمال

قّربْت من كتر الملل أنسى أمِلّ

ياللي خلقت الأمة من غير قلب

من غير حُضْن

وخلقتها ما تحترمش الحزن

مأساتى إنى حزين

أحزان..

من اللى ماهيش رفاهية

ودموعى مش ميّة

وضلوع عنيدة بْتِّتكىِ

بالجرح.. ع السكين.

أنا الحزين ابن الحلال

أنا الغبَى فى العاشقين

أنا اللّى باحزن لِيّا

لما باكون حزين

ما بأجّرشى عينيا

وأقول: «أَحزن لمين»؟

■ ■ ■

قوم يا ابْنى م النومة

إسرق حلَق أمَّك

وارض وادْ عمَّك

وقفّل الشارع وإنشل السكّان

وإنهب الواجهة وبدّل الألوان

واعمل ولا سامع

خلي جميع المعقولات تتلخبط

وان يسألوك

ساعْة الجواب استعبط

يستعبطوا.. إنت اعمِل الأعبط..

ما تخافْش..عندك جيش

م اللى بياكلوا العيش

وان عزت اللقمة..

جدعان.. ياكلوا الخيش.

بيخافوا من ضلّك

ويقبِّلوا الأقدام

ويهتفوا بفضلك

م الرعب.. فى الأحلام..

ويخلدّوا ذكرك

على مدى الأعوام

ويهتفوا بإسمك

مع إن ذكرُه حرام.

ما أخيبك أمّة

ما أتعسِك أمّة

لا عقل.. ولا همّه

لا مصدَّقة فعْلِك

ولا تحفظى كلمة

أمة تدور وتلف

تقيلة مش بتخف

بليدة مش بتشف

حماسيّة وحماسها

بكتيره ساعة يجف.

أمة بتتخابِط

أمة بتتعابط

أمة ومالهاش

لازابط ولا رابط

ولا كبير عيلة

ولا قرابة دم

وفكرة وهمّية

ما تورِّث إلاّ الهمّ

ما تحل عنى يا عم

إحنا وِرثْنا كلام

إحنا تاريخنا كلام

علشان ده لمّا تقول

على طول أقول: «وبكام..»؟

ما هو حُبّ؟ دبرني

وتاريخ..؟ فكّرني

وطريق..؟ نوَّرْني

ومصير..؟ بصَّرْني

ده انا بقيت عربي

من قبل ما القى اللى يمصَّرني

أنا انتمائى لأمتى ممسخرني

محسوبة فى الأحزان علىْ

فى الفرْح.. تنكرني

.ياللى انتى لا أمَّة ولا إنتى أمّ

فيه أم ما تعرفش ساعة الألم تُضمّ..؟

■ ■ ■

وساعات وانا فى الضُّهر - متدهْوِل-

أقول

صيف السنة من أكفَر الفصول

إحنا اتعدمنا فى غياب العقل والجدوى

يا ريحة البترول

لما انتشر فى الأمة كالعدْوى

طِلعِت بشر

نزلت بشر.

اللى اقتدر اقتدر

واللى افتقر افتقر

بلاد تحوز الصُّرّة والصُّرة

وبلاد بتحلم تشتغل برّه

بيحبنا الأجنبى على قد ريحة الغاز

والحب بين الأخو

وأخوه.. صبح ألغاز.

الانتحار أعلى قوايم الموت

الانتحار فى الكدب

والانتحار لما نخبى الصوت.

وما بنقاتلش العدو

يا نعيش نقاتل بعضنا.. يا نموت.

الحزن أتقل من حجارة الصبر

والهم أوسع من فراغ القبر

وأنا الحزين ابن الحزين

الأغبى فى المتفرجين

■ ■

إنما عالم نعيشه

والبطل فينا اللى يعرف مطرحه

فى قلب جيشه.

هكذا قال المغنى:قد ما نّنوّرها.. هيه مضلِّمة

قد ما نعلمها مش متعلمة.

كل ليلة..

بايته مظلومة وهيَّه الظالمة.

قد ما نلملمها تِفلت م الإطار

آخرة الطرق الوُعار

مجد.. متخلط بِعاد.

يا صديقي

الوطن ما خبزْش عيشهُ

والتاريخ لو مش كلام نرفض أبوه

نرفض نعيشه

السلاح من صنع برَّه

والكلام.. من صنع برّه

والهوا البارد فى بيتى شغل برّه

لا تقوللى مين؟.. جميعهم شغل بره

إشتراكى.. رأسمالى.. وابوعمّه

الجبان.. واللى بهمّة

كلهم نجوم مجرّة

والمجرّة شغل برّه.

لا نسَجْت الهدمة على نُولى الخشب

ولا إيدى بتبنى بيت

جلاَّبيتى.. عمامتى.. حواديت الصغار

الحلاوة ـ حلوه مُرَّه ـ شغل بره

إيه يهم إن عشت فى عالى القصور

أو قضيتها أغمِّس اللقمة بزيت؟

إيه يهم إن مُت من أجل البشر

والاَّ سِبْت الديب يسرَّخ واتغابيت

أو نسيتها.. أو اتناسيت؟

الشهادة مجانية

والبطولة نفحات استعراضية

والمعاناة..

حِجة العاجز وعجْز الانكسار

هكذا قال المغنى

اللى كان معجب بفنّى

وكإنه أخدها منى

ودسَّها فى صدقُه الجنونى

لما يعجن دمى شبرين

من تراب أرض الوطن

لما أحضن وأنا قصدى أتحضن

لما يرحل صوتى خارج الزمن

لا اشتريكوا.. ولا تبيعونى

ولا جورنان الصباح يخرَق عيونى

فى قلوبكم إدفنونى

واذكرونى

اذكرونى

اذكرونى

الله يجازيك ياعم عبدالناصر

الليل مِليِّل والألم.. عاصر

لسّه اللى بيبيع أمته كسبان

وكل يوم..أطلع أنا الخاسر

أما انت خمِّيت مصر دى خمّة

يوم ما ناديت بالعشق للأمة

ورطتنا نعشق خريطة عبيطة

وبشر ما نعرفهاش

وبلاد مابنزورهاش

إلا فواعلية.. وبنايين

وسواقين وخدّامين وطباخين

بلاد أسافرها سعيد

أرجع حزين

حبيتها زى ما قلت لى واكتر

ع الأجنبى ما استكترتش

عليّا تستكتر

ع الأجنبى ما اتظنطرْتِش

عليَّا تتظنطر

ع الأجنبى ما اتنقورتش

عليا تتنقور

تطمع فى دمعى وفى تعاسة راتبى

.مُلْهَمْ أنا.. واعمل غبى

وادى الألم يا عم عبدالناصر

زاحف.. وبيحاصر

وادى الجميع خاسر

السالب الأمة مع المسلوب

وادى فجْر أمتنا الجميل مغلوب

وادى انتحار الأمة بالمقلوب

وانا غريب الدار

لابسنى توب العار

ساكن فى وطنى بالإيجار

عايش فى أمة

ما تحترمش الحِزن

■ ■

ويا عنكبوته.. كملى عِشك

لا حد حيزيحك ولا يهشك

لِمى مهاجرينك

وثبتى دينِك

اتمطعى وخدينا فى وشك

بلاد.. بلا عزّة

ممكن تجيبى أجلها من هزّة

بلا ضفة بلا غزة

بلا مصر.. بلا أردنّ

بالدّم رشى اللى بماء رشِّك

وكملى عِشّك

■ ■

لِمّى مهاجرينك ولو ملايين

يا عنكبوته.. إحنا مش فاضيين

مدّى الخيوط خيط خيط

وإكسي كل الحيط

نامى ف أمان واتمطعى فى فرشِك

من وَشِّنا.. ما بنسمعوش وَشَِّك

■ ■

لمِّى مهاجرينك.. وتعاليلى

لا تِهمّ تباريرى وتعاليلى

أنا فى الهوا بانفخ شعاليلى

وانظِم قوافيّا.. وتفاعيلى

وما تلقينيش ساعة يعوزنى الفعل

أغش نفسى وعمرى ما اغشِّك

واحِشْ روس أهلى ولا احشِّك

■ ■ ■

أنا زى ما بِعْت السنين الخُرْس

ورضيت برُبع الربع خمس الخمس

مجانى.. حاوهب لك عيون القدس

من اللى سألك تتركى عرشك؟

لأ.. ده احنا خُدّامك

فى النوم بنوْحي لك بأحلامِك

واحنا اللى بنحققها قدّامِك

فاتربَّصى بينا.. ولا يهمِّك

دمانا.. فدا دمِّك

ويبعترونا.. واحنا بنلمِّك

ولو تحاصرك الأمم

ويكتفوكى بالتُّهم

إحنا سبيلك للخلاص فى الكون

لما يضيق الحال

دايماً بيطلع مننا مجنون

يهتف «يعيش صهيون»!!.

ونغشّ بعضينا ولا نغشِّك

بالعكس.. بندلًّع وبنهشِّك

ناكل فى بعض فيتمِلِى كرشك

وقرشنا فى ثانية يصير قِرشك

يا عنكبوتة.. إنسِى أصواتنا

وزعيقنا.. وصواتنا

ودم أحياءنا.. وأمواتنا

وكملى عشِّك

لا حد حيزيحك ولا يْهِشِّك

لا حدّ حيزيحك ولا يهشِّك

لا حد حيزيحك ولا يهشِّك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق