الأربعاء، 23 فبراير 2011

«ثورة إلا ربع»

بقلم علاء الغطريفى ٢١/ ٢/ ٢٠١١

للباحثين عن النقاء الثورى: لابد أن تجدوا مستقرا لتتمكنوا من استنشاق هواء الثورة النقى، فالرئتان لا تقبلان «أكسجين» يحمل ذرات شفيق وفهمى وعائشة عبدالهادى وهانى هلال وآخرين، ولا تقبلان أيضا نسمات بحرية قادمة من شرم الشيخ، حيث يرقد الرئيس المخلوع الذى يدعوننا كل صباح إلى ألا نمسه أو نشهر به رغم أنه استأثر بالأكسجين القادم من شواطئ سيناء والساحل الشمالى والقاهرة لمدة ثلاثين عاما، وترك لنا دخان مصانع بطانته التى اختارت لنا أقذر الصناعات الملوثة لتثرى على حساب صحتنا قبل جيوبنا.. الرئيس المخلوع ليس له منا سوى التجاهل، فمن تيتم بقرار منه ومن أفقر بسياسات شلة المحروس نجله ومن تشرد ليأكل حصى الشارع ليسوا إلا مواطنين من رعية كان مسؤولا عنها، فحولها إلى رعايا.. مبارك ليس نبياً حتى لا يمس وليس ملاكاً منزلاً توقف به التاريخ عند حرب ٧٣، فأرجوكم رفقا بنا.

مبارك كما تعودناه يحتكر كل شىء حتى الأفكار، فقد أنسانى ما أردت كتابته عن الثورة المنقوصة، بالرغم من أن بقاءه الشاهد الأول على ثورتنا المنقوصة، فالثورة المصرية إحدى الثورات الكبيرة مثل الثورة البلشفية والصينية والفرنسية، لكنها مثل القمر الذى لم يكتمل، والشواهد كثيرة.. مبارك يأكل ويشرب وينام وملياراتنا تدفئ شتاءه وتمنحه طمأنينة وتدفع أمله ليصل إلى المئوية مثل ناديى الزمالك والأهلى، كاهنه صفوت الشريف مازال حرا طليقا لم يقترب منه أحد، «هامان» عصره ورئيس برلمانه المزور «فتحى سرور» يشارك سرا فى اختيار أعضاء اللجنة المشكلة لتعديل الدستور، وتابعه الأمين مازال يعيش فى قصر يملكه الشعب، وأجهزة أمنية تصنع مسرحا للالتفاف على الثورة بشائعات وتظاهرات فئوية وإفراجات شرطية على طريقة «اضرب الظالمين بالظالمين» شوية جهاد على شوية سلفيين على شوية تكفير وهجرة ليكتمل عقد التطرف لمجابهة الإخوان..

العدالة الانتقائية تستلهم روح مبارك فى كباش الفداء، بضعة أسماء من قبيل التهدئة ورسائل الطمأنة للشارع، فلول النظام القديم تتجمع بدافع البقاء والحفاظ على المصالح بطرق مبتكرة منها احتفالية نظمها بطل موقعة الجمل على أرض البغال والحمير والجمال تحت شعار «بنحبك يا مصر» مع «دى. جى» وأعلام ضخمة لزوم المرحلة الجديدة، ولم يختلف عنه آخر طلب من رئيس حزب قاطع عروض مسرحيات الانتخابات المزورة أن يأتى إليه بثلاثة آلاف عضو هم أنصاره لينضموا إلى الحزب، أحد أتباع أحمد عز فى نقابة المحامين المدعو عمر هريدى بدأ البحث عن صيغة جديدة بلافتات فى محافظته الجنوبية عن الاستقرار وحب البلد.

الحوار مع الثوار «مونولوج» وليس «ديالوج» يعنى من الآخر «فوقى فى اتجاه واحد»، حقن التنويم الدستورى مازلنا نأخذها فى الوريد وأحيانا فى «العضل» كما عودنا مبارك فى أواخر أيامه، استثمارات حسين سالم تسير على قدم وساق، وهو يلهو بالثلوج على جبال الألب، وعلى فكرة أدوات التزلج دفعنا ثمنها أنا وأنت، صحيفة خاصة تمجد بطولات أحد أعضاء المجلس العسكرى الذى لا يحتاج مديحا أو نفاقا لأنه يدرك مسؤوليته التاريخية، رؤساء تحرير الصحف الحكومية مستمرون فى مناصبهم يحاولون تبييض ساحتهم الملوثة ويحضرون جميع الجلسات الرسمية كأنها مكافأة على الخوض فى الأعراض والتشويه لرموز وطنية.

انتبهوا أيها الثوار.. فالورود تحمل أشواكا والأفاعى خرجت من الجحور، والأبواب والنوافذ إذا جاءت بالهواء مرة، فقد تأتى بالحشرات والزواحف مرات. انتبهوا أيها الثوار.. فمبارك أمامكم وخلفكم ومن حولكم وعن يمينكم وعن يساركم وفى البيانات وفى التصريحات -خاصة تهويمات أحمد شفيق - وفى التليفزيون الرسمى وفى وجوه مذيعين فى محطات خاصة.. فهل هذه ثورة كاملة؟ معذرة إنها «ثورة إلا ربع».

كلمة أخيرة: إلى محمد أبوتريكة.. كفاك تمثيلا!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق